انطلق ماجلان برحلته الأسطورية عام 1519 بدعم من ملك إسبانيا، حاملاً معه أسطولاً مكوناً من خمس سفن وعدد من البحارة تجاوز المئتين والسبعين. هدفه كان إيجاد طريق بحري غربي للوصول إلى جزر التوابل الشهيرة التي كانت تعتبر من أثمن مصادر التجارة في العالم آنذاك.
منذ البداية، واجه الطاقم تحديات كبيرة داخلية، حيث شهدت السفن تمردات ومحاولات انقلاب ضد قيادة ماجلان. كما كان الطقس القاسي في المحيط الأطلسي والبحار غير المستكشفة يشكل خطراً دائماً، مما تسبب في فقدان بعض السفن والبحارة.
عبور مضيق ماجلان: مواجهة الطبيعة القاسية والتضاريس الوعرة
بعد شهور من الإبحار في المحيط الأطلسي، وصل أسطول ماجلان إلى أقصى جنوب أمريكا الجنوبية حيث واجهوا تحدي عبور مضيق ضيق وصعب أصبح يُعرف لاحقًا باسم “مضيق ماجلان”. كان الممر مليان بالصخور الخطيرة، الرياح العاتية، والتيارات القوية التي كادت تفتك بالسفن كلها.
الطاقم اضطر يتحلى بالصبر والقوة، وكانوا يواجهون برد قارص وأجواء مليانة ضباب مستمر. رغم صعوبة التضاريس، نجحوا بعبور المضيق بعد عدة أسابيع، وكانت هذه الخطوة الحاسمة تفتح لهم الباب للمحيط الهادئ، اللي كان أكبر تحدي ينتظرهم.
عبور المحيط الهادئ: الرحلة الأطول والأكثر قسوة
بعد ما خرجوا من مضيق ماجلان ودخلوا المحيط الهادئ، بدأت أصعب مراحل الرحلة. المحيط الهادئ كان واسع وهادي بشكل كبير، لكن معناه إن السفن كانت تعيش عزلة تامة بلا أي أرض تظهر لهم لفترات طويلة جداً.
استمرت الرحلة في المحيط أكثر من ثلاثة أشهر، بدون ما يشوفون أي جزيرة أو مرفأ. نقص المؤن والأكل صار مشكلة كبيرة، والبحارة صاروا يعانون من الجوع والمرض، خصوصًا مرض الإسقربوط اللي كان قاتل في ذاك الوقت بسبب نقص فيتامين سي.
أعداد البحارة تقلصت بشكل كبير خلال هذه الفترة، لكن رغم التعب والظروف القاسية، ظل ماجلان محافظ على قيادته وصرامته، وحاول يحفز الطاقم للاستمرار وعدم الاستسلام.
وصول جزر التوابل ووفاة ماجلان: نهاية رحلة وبداية قصة جديدة
بعد معاناة طويلة في المحيط الهادئ، وصل أسطول ماجلان أخيرًا إلى جزر التوابل، اللي كانت هدف الرحلة من البداية. هنا بدأوا يحملون التوابل الثمينة، لكن الأجواء ما كانت هادئة. في الفلبين، تورط ماجلان في صراع قبلي، وراح ضحية معركة محلية هناك، حيث قُتل قبل ما يكمل الرحلة.
رغم فقدان قائدهم، استمر باقي الطاقم تحت قيادة خليفة ماجلان، وواصلوا الرحلة عشان يرجعون لأسبانيا.
رحلة العودة: السفينة الوحيدة التي أكملت الدوران حول العالم
بعد وفاة ماجلان، استلم قيادة الرحلة خوسيه دي كاستري، وقاد الطاقم المتبقي في طريق العودة الطويل والصعب. خلال العودة، واجهوا تحديات كبيرة مثل نقص الإمدادات، العواصف البحرية، والاضطرابات بين أفراد الطاقم.
من خمس سفن بدأت الرحلة، وصلت سفينة واحدة فقط إلى إسبانيا عام 1522، وعلى متنها 18 رجلاً فقط من أصل أكثر من 270 بحار. هالسفينة لم تكن فقط دليل على قدرة الإنسان على التحمل، لكنها أيضاً أثبتت عملياً كروية الأرض وفتحت آفاق جديدة للملاحة والاستكشافات.
الرحلة أثرت بشكل عميق على فهم العالم، وأعادت تشكيل طرق التجارة، وكانت علامة بارزة في تاريخ الاستكشافات البحرية.